كيف يراك الله , بقلم: جايمس جاسر.

كيف يراك الله:


روما 3:12 " فإني بالنعمة الموهوبة لي، أوصي كل واحد بينكم ألاّ يقدر نفسه تقديرا يفوق حقه، بل أن يكون متعقلا في تفكيره، بحسب مقدار الإيمان الذي قسمه الله لكل منكم".


"ألاّ يقدر نفسه تقديرا يفوق حقه" لطالما قرأت هذه الآيات في الكتاب المقدس عديد المرات، و في كل مرة أقرأ فيها تلك الآيات تأتي إلى ذهني هذه الأفكار: " لا تقدر نفسك تقديرا يفوق حقك، فأنت لا شئ، لا أحد، غير مستحق، غير صالح لشئ، قذارة، ملئ بالخطاية... لا تقدر نفسك إذن تقديرا يفوق حقك.


لكن هذا ليس ما قاله الرسول بولس، و لاحتى يشبه ما قاله. فقد قال: ألاّ يقدر نفسه تقديرا ["يفوق حقه"].
السؤال هنا: كيف يكون تقديري لنفسي، و إلى أي مستوى سيكون تقديري لنفسي، و كيف أنظر لنفسي بطريقة صحيحية؟


سوف نرى من الكتاب المقدس كيف ينظر إلينا الله، و ما هي قيمتنا الحقيقية، و بعد ذلك فإنه حقا لمن العار أن نقدر أنفسنا تقديرا يفوق حقه. و إذا كنت تنظر لنفسك أقل بكثير مما ينظر إليك الله، فهذه دعوة أن ترتقي إلى مستوى أعلى.


1) أنت إنسان بار في نظر الله:


يعقوب 13:5: "هل بينكم من يتألم؟ فليصل! و هل بينكم من هو سعيد؟ فليرتل!"
كل من يحس بألم، بجراح من سوء معاملة أو ما شابه، فليصل لطالما أحسست بالألم و الضيق و الحزن، و في كل مرة أردت فيها الصلاة تأتي في ذهني هذه الآيات من رسالة يعقوب 16:5 "إن الصلاة الحارة التي يرفعها البار لها فعالية عظيمة". فكنت أقول في نفسي، "ما عليّ أن أفعله حتى تكون صلاتي ذات فعالية و تستجاب سريعا هو أن أكون إنسان بار، و أبتعد عن الخطيئة، عندها سيستجيب لي الله".
لكني لم أكن مدركا أني بار في عيني الله في ذلك الوقت. و هذا ما تقوله كلمة الله:كورنثوس الأولى 30:1و بفضل الله صار لكم مقاما في المسيح يسوع  الذي جُعل لنا حكمة من الله و برّا و قداسة و فداء.
كثير من المؤمنين يؤمنون بنصف الآية فقط، فيقولون أن بالمسيح يسوع صار لنا... الفداء و الخلاص، و هذا صحيح، لكن إذا كان لنا فيه الفداء، فلنا أيضا فيه حكمة من الله و برا و قداسة.في رسالة كورنثوس الأولى 16:2: فإنه "من عرف فكر الرب؟" و من يعلمه؟ و أما نحن، فلنا فكر المسيح! اذن فنحن لنا فكر المسيح أيضاتذكير: نحن بصدد كشف نظرة الله لنا... نعم إن الله يرى أن لنا فكر المسيح رسالة كورنثوس الثانية  18.14:6لا تدخلوا مع غير المؤمنين تحت نير واحد. فأي إرتباط بين البر و الإثم؟ و أية شركة بين النور و الظلام؟ و أي تحالف للمسيح مع إبليس؟ و أي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ و أي وفاق لهيكل الله مع الأصنام؟ فإننا نحن هيكل الله الحي...إذن فالله يقول هنا أنك مؤمن، نور،هيكل الله، ابن لله و بــــــــارأيضا.
 قال المسيح في إنجيل متى 16.13:5: أنتم ملح الأرض... أنتم نور العالم... فليضئ نوركم أمام الناس ليروا  أعمالكم الحسنة و يمجدوا أباكم الذي في السماوات. إذا قال المسيح أنت ملح الأرض، فأنت ملح الأرض إذن، و الملح له خاصيتان مهمتان، فهو يحفض الأكل، و يجعلك تعطش، إذن فعليك أن تجعل الناس عطشى لتلك الأنهار الحية التي تجري في داخلك و تحفض الناس من الهلاك.
رسالة كورنثوس الثانية 21:5 " فإن الذي لم يعرف خطيئة، جعله الله خطيئة لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه.صار المسيح "خطيئة" لنصير نحن "بر الله" في رسالة يوحنا الأولى 9:1 " و لكن، إن اعترفنا لله بخطايانا، فهو جدير بالثقة و عادل؛ يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من (كل) إثم.اذن فإن طهرك الله من (كل) إثم، فما أنت إذن؟ بــــــــــــــار!!


2) تملك كملك:


رسالة روما 17:5 " فما دام الموت بمعصية الإنسان الواحد قد ملك بذلك الواحد (آدم)، فكم بالأحرى "يملك" في الحياة بيسوع المسيح  الواحد أولئك الذين ينالون فيض النعمة و عطية البر المجانية.
(أنت نلت "فيض النعمة" و نلت "عطية البر المجانية"، و هذه العطايا أخذتها مجـــــــــــانا.)تقول هذه الآية أن بيسوع المسيح، أنت تملك في الحياة، و لا يملك في هذه الأرض إلاّ الملوك، إذن فعليك أن تملك و أن تتسلط في هذه الحياة كملك. عليك أن تملك على عائلتك، على أموالك، على مشكلاتك، و تتسلط عليها كملك، عليك أن تملك من خلال إعلانات فمك بأنك ملك و لك سلطان معطى لك من رب الأرباب و ملك الملوك.


أيوب 28:22 " يتحقق لك ما تعزم عليه من أمر و يضئ نور على سبلك"هذا ما يفعله الملوك؛ يكون لهم ما عزموا عليه.الجامعة 4:8 " إذ تنطوي كلمة الملك على سلطان. و من يقدر أن يقول له: مذا تفعل؟"
أنت ملك، عليك أن تحكم و تتسلط على حياتك. و كيف يملك الملك؟ بكلمات فمه، عندما يأمر الملك شئ ما، فمن الأفضل أن يكون له ما طلب و إلا تقطع الرؤوس، فلا أحد يستطيع تخطي أوامر الملك، عندما يتكلم الملك، فإن ما يقوله يكون.
رؤيا 6.5:1 " و من يسوع المسيح الشهد الأمين، بكر كل القائمين من بين الأموات، ملك ملوك الأرض، ذاك الذي بدافع محبته لنا مات لأجلنا فغسلنا بدمه من خطايانا، و جعل منا مملكة، و كهنة لله أبيه، له المجد و السلطان إلى أبد الآبدين. آمين!يسوع المسيح كان أول من قام من بين الأموات، مات ميتة الخطاة، و ذهب إلى الهاوية. قضى ثلاث أيام هناك لدفع ثمن خطايانا، حتى تتزن كفتا ميزان العدل الإلاهي، و تم تعديل الكفة في أثناء آلام المسيح، و أخيرا في اليوم الثالث، عدلت الكفة، و أمر بإطلاق سراح المسيح، و عند إصدار هذا القرار، أخذ المسيح مفاتيح الموت، الهاوية و القبر. نزل إلى الهاوية، كسر باب مكتب الشيطان، و قال: أنا يسوع الناصري و ها أنا مغادر لهذا المكان!"كولوسي 15:2 " إذ نزع سلاح الرئاسات و السلطات، فضحهم جهارا فيه، و ساقهم في موكبه ظافرا عليهم."و قبل أن يصعد ليجلس عن يمين الآب، قال لتلاميذه: أعطيت لي كل القوة الآن، هاته القوة التي أعطاها الله لآدم لكنه فرط فيها للشيطان. و كانت ملك الشيطان كل هذه القرون، لكنها الآن ملكي، لقد غلبت إبليس و إفتككت منه كل ما له من قوة، و الآن أصبح لي كل القوة و السلطان في السماء و على الأرض " إنجيل متى 18:28"و ماذا تظن أن المسيح فعل بتلك القوة؟ هل أعادها إلى السماء؟ لا! بل أعطاها للكنيسة!قال المسيح: فاذهبوا إذن، بإسمي تشفون المرضى، تحيون الموتى، تخرجون الشياطين، تبشرون بالإنجيل للمساكين. نعم ستفعل! ستفعل عجائب بإسمي و بالقوة التي أعطيتك.فهل يستعمل المسيحيين هذه السلطة و هذه القوة؟ لا! إنهم يجلسون مكتوفي الأيادي طول هذه المدة، و يخفون رؤوسهم كالنعام في كل مرة يهاجمهم الشيطان.و يقولون: "ساعدنا يا رب أرجوك فإن أخي يسكنه روح نجس، أرجوك حرره" لكنه لن يفعل لأن السلطان قد أعطي لك أنت لتفعل ذلك."يا رب، أختي مريضة، أرجوك إشفيها" لكن الله ينظر إليك و يقول: لقد مت على الصليب حتى تكون لك أنت تلك القوة و السلطان لتشفي المرضى، أنت من يفعل ذلك إذن."يا رب أعطينا أكثر قوة" الله لا يستطيع أن يعطيك أكثر، فقد أعطاك الروح القدس، ذاك كل ما يملك "لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود"لديك قوة الله القدير فيك، روح الله نفسه يعيش في داخلك، لا يوجد قوة أكبر، فأنت فعلا تملكها كلها، لديك ما يكفي من القوة لتفجر هذا العالم إلى قطع صغيرة.الله لا يبحث عن أناس ذوي "قوة"، إنه يبحث عن أناس ذوي سلطة و هم بدورهم سيستخدمون تلك القوة المعطاة لهم. إنه يبحث عن أناس يتصرفون وفق السلطان المعطى لهم، أناس تستخدم ذلك السلطان.
إذا أدركت فكرة أنك تحت سلطة، فعندها ستكون قادر على أن تتصرف بسلطان، فإذا لم تكن تحت سلطة، فأنت لا تملك السلطة. كل ما تقوله فإن الله يأخذه بعين الإعتبار. إقرأ إنجيل متى 13.5:8. عندما تكون تحت سلطة، تكون لك أوتوماتيكيا السلطة، و إن لم تكن تحت سلطة فلن تكون لك سلطة.هناك أشياء، هي من مشمولاتك، و هناك أشياء من مشمولات الله. فلا تستطيع أن تجعل الله يفعل ما عليك أنت فعله، و لا تستطيع أن تفعل ما هو من مشمولات الله. في أحيان كثيرة تكون مهمتنا هي أن نؤمن فقط، و الله يقوم بعمله.ذات مرة كنت أصلي: أنا محتاج لمبلغ مالي معين الآن! أنا أعرف أنك الله، لكن لا أقدر أن أرى كيف تستطيع أن توفر لي هذا المبلغ الآن. فأجابني قائلا، هذا ليس من شأنك يا بني، ما عليك فعله هو أن تؤمن، قم أنت بما تستطيع و أتركني أقوم بما أستطيع. فقلت: نعم سيدي، أنا أؤمن، ففعلها و أعطاني المال...
رؤيا 6.5:1 " ومن يسوع المسيح الشاهد الأمين، بكر القائمين من بين الأموات، ملك ملوك الأرض، ذاك الذي بدافع محبته لنا مات لأجلنا فغسلنا بدمه من خطايانا، وجعل منا مملكة، وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين!.تقول هذه الآيات أن الله جعل منا مملكة، أو ملوكا، "جعل" منا وليس "سيجعل منا" بل جعل منا الآن ملوك و كهنة.


رسالة تيموثاوس الأولى 15:6 تقول أن يسوع هو ملك الملوك و رب الأرباب، أتعلم من هم الملوك الذي يملك عليهم يسوع؟  انهم نحن! المؤمنون بإسمه، صرنا ملوكا و يسوع هو ملكنا، أربابا و يسوع هو ربنا، كهنة و يسوع هو رئيس كهنتنا.عندما تقبل المسيح كمخلص لحياتك، يأخذك ليغسلك بدمه الطاهر، يوقفك على قدميك، يلف حول كتفيك رداء الكهنة و يضع تاجا على رأسك. ثم يدخلك إلى قدس الأقداس، حيث عرش الآب القدير، و يقول:" أبي، أريد أن أقدم لك ملك، أريد أن ألاقيك بكاهن" فينظر الآب إليك و أنت منتصب بجانب يسوع، لابسا رداء الكهنة على كتفيك، و تاج الملوك على رأسك، عندها يقول: "لقد قبلتك بني، أدخل بجرأة، لديك إذن بالدخول متى أردت، فأنت ملك، كاهن و جالس مع يسوع، لديك إذن كل الحقوق"فيقول يسوع: "يا أبتي، إعطه كل ما يسألك بإسمي، فقد دفعت على حسابي الخاص كل ما سيطلبه" نعم عزيزي إن الله يراك كملك، و ككاهن، و أعطاك سلطان فإسخدمه.


3) الله يراك مباركا.


أفسس3:1 " تبارك الله ، أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في الأماكن السماوية."و الآن كم من بركة تملك؟ جميع البركات! لايوجد بركات أخرى! كل البركات ملكك! الله أعطاك الأفضل، أعطاك كل ما يملك، الكل متاح لك، ربما لم تستغل بعض البركات بعد، أو لم تستقبل بعضهم، لكن كل البركات هي ملكك.تعامل مع هذه الأشياء ببساطة، فالكتاب القدس ليس غامض. الله ليس غامض. الإيمان ليس معقد و لا بسر غامض. الأيمان بسيط جدا: تصرف بحسب الحق الذي أعلنه لك الله، ذلك هو لب القصة! إنها ليست بإعلان جديد. يسوع أخبر بها، بولس تكلم عنها، الله استخدمها، انها بسيطة، فقط صدق ما قاله لك الله و تصرف بحسب ما أعلنه لك، إذا قال لك شخص ما شيئا و صدقته فستعمل بحسب ما قاله لك، و إن لم تصدقه لن تفعل ذلك، إنها بسيطة للغاية.إذا اتصلت بي و قلت لي :"أريدك أن تأتي لتتناول العشاء عندي هذه الليلة"، إن صدقتك، فسآتي و أنا جائع  لأتعشى عندك، و إن كان الأمر غير ذلك، فسآكل في البيت قبل أن أزورك، و سيكون تصرفي بحسب طبيعة علاقتي معك، فإن كانت علاقتنا وطيدة و أعرفك جيدا فأنا سأثق بك، و إن لم تكن علاقة متينة فأنا لن يكون من السهل لي أن أثق بشخصك.كذلك الحال مع الإيمان بوعود الله، فإن كانت لك علاقة وطيدة مع الله، فسوف يكون من السهل عليك أن تتصرف بحسب الحق الذي أعلنه لك.الله يقول أن لك الشفاء، فإن كنت تؤمن به فأنت فستتصرف كإنسان لديه شفاء، و إن قال الله أن لك غنى، فتتصرف كمن له غنى الآن دعني أخبرك بشئ: على أفعالك أن تعبر على أقوال فمك. إنها حقيقة عميقة، و نافعة حقا!كثير من الناس يخطؤا بين الإيمان و الإعلان، فأحيانا هم يقولون و يعلنون أشياء جميلة تعبر عن الإيمان، لكن يتصرفون على عكس ما يقولون، وهذا لا يفي بالغرض.فإن كان الله قد قال أن لك كل نعمة و غنى في كل شئ و كل حين، فعليك إذن أن تمسح من دماغك كل الكلمات التي تعبر عن الإحتياج أو الفقر، و أعلن دائما أنك غني و أن الله يهتم بكل إحتياجاتك، بل و يعطيك فيض حتى تبارك غيرك أيضا، حتى و إن كان جيبك خال من المال، تكلم و تصرف كغني، لأن الله قال أنك غني، و عندما يقول الله شئ ما، فما يقوله يكون...

الرسالة إلى فيلبي 19:4 وَإِنَّ إِلَهِي سَيَسُدُّ حَاجَاتِكُمْ كُلَّهَا إِلَى التَّمَامِ، وَفْقاً لِغِنَاهُ فِي الْمَجْدِ، فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.

4) جالس مع المسيح


أفسس 23.20:1 "  الذي عمله في المسيح، بإقامته له من بين الأموات. وقد أجلسه عن يمينه في الأماكن السماوية، أرفع جدا من كل رئاسة وسلطة وقوة وسيا دة، ومن كل اسم يسمى، لا في هذا العالم وحسب، بل في ذلك الآتي أيضا. وأخضع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعل فوق كل شيء رأسا للكنيسة، التي هي جسده وكماله، هو الذي يكمل الكل في الكل.
 هذه الآيات هي في نهاية الأصحاح الأول، أما بداية الأصحاح الثاني فهي كالتالي:وأنتم كنتم في السابق أمواتا بذنوبكم وخطاياكم،التي كنتم تسلكون فيها حسب مسرى هذا العالم، تابعين رئيس قوات الهواء، ذلك الروح العامل الآن في أبناء العصيان، الذين بينهم نحن أيضا كنا نسلك سابقا في شهوات جسدنا، عاملين ما يريده الجسد والأفكار، وكنا بالطبيعة أولاد الغضب كالآخرين أيضا. أما الله ، وهو غني في الرحمة، فبسبب محبته العظيمة التي أحبنا بها، وإذ كنا نحن أيضا أمواتا بالذنوب، أحيانا مع المسيح، إنما بالنعمة أنتم مخلصون، وأقامنا معه وأجلسنا معه في الأماكن السماوية في المسيح يسوع.


و هذه الآيات تقول ببساطة أن الله أحبنا، رغم ما كنا عليه من الخطيئة، خلصنا، و أقامنا من الموت الذي كنا نعيش فيه، أقامنا مع يسوع و أجلسنا معه، حيث أخضع تحت قدميه كل رئاسة وسلطة وقوة وسيادة، ومن كل اسم يسمى، لا في هذا العالم وحسب، بل في ذلك الآتي أيضا. إذا، عندما تخاطب إبليس في المرة القادمة أنظر إلى تحت؛ إنه تحت قدميك!! 


5) منتصر 


رسالة يوحنا الأولى 4:5 " أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا."
نعم! انك منتصر على العالم! يقول البعض:" أنت حقا لا تعرف ما هي المشاكل التي أعاني منها الآن" . إذا كانت مشاكلك في العالم، فإنت إذن منتصر عليها، و إن كانت مشاكلك ليست في هذا العالم، فما عليك إلا الصلاة من أجلها... لكن مادامت في العالم، فأنت منتصر عليها.سؤال: من الذي غلب العالم؟ الجواب: "و من ينتصر على العالم إلاّ الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله" رسالة يوحنا الأولى 5:5 فإذا كنت إذا مؤمن بيسوع المسيح فأنت قد غلبت العالم.


6) تتمتع بالصحة و الغنى.


رسالة يوحنا الثالثة 2:1 " أيها الحبيب، أود أن تكون موفقا في كل أمر، و أن تكون صحتك البدنية قوية و معافاة كصحتك الروحية"
الدراسات الكتابية تعلمنا أن يوحنا عندما كتب هذه الرسالة كان عمره ما يقارب تسعون عاما. لقد عاش كل الأحداث. تبع يسوع مدة ثلاث سنوات و نصف، رآى كل المعجزات التي قام بها السيد المسيح، رآى  يسوع و هو يمشي على الماء. كان هناك في القارب عندما مشى بطرس على الماء، رأى أليعازر و هو يقوم من الأموات و يخرج من القبر، شاهد الأموات يقومن، شاهد العمي يرون، رأى المسيح و هو على الصليب، و رآه عندما قام من الأموات.كان شاهدا على كل ذلك، ليس هذا فحسب، بل و قام هو أيضا بعمل معجزات أثناء خدمته، و كان قريب من بقية الرسل أثناء خدمتهم، و مما لا شك فيه أنه يعرف شابا إسمه بولس الذي بدأ في خدمة المسيح.إذا فيوحنا قد كان شاهدا لكل تلك الأحداث، رغم ذلك فهو يقول: "أودك أن تكون موفقا في كل أمر و أن تكون صحتك البدنية قوية و معافاة." لماذا؟ لأن يوحنا كان يعرف السر: لا تستطيع أن تبارك العالم إلا إذا كنت أنت مباركا ماديا و بدنيا، فإذا كنت أنت تملك تلك البركات، عندها تستطيع أن تبارك غيرك.إن إلاهنا إلاه بركات، و يريد أبناءه أن يكونوا أبناء بركات كذلك، لذلك يعطي فيض من النعم و البركات، حتى تسد حاجياتك و تبارك غيرك...


7) أنت حر


روما 2.1:8 " فالآن إذا ليس على الذين في المسيح يسوع أية دينونة بعد. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد حررني من ناموس الخطيئة و من الموت ."
لا تدع الشيطان يدينك، ففي كل مرة تأتيك أفكار الدينونة، إعلم أنها ليست من الله. رسالة يوحنا الأولى 5.4:5 تقول أنك منتصر على العالم. رسالة فيليبي 9:3 تقول أن لك بر الله بالإيمان.كولوسي 13.12:1 " رافعين الشكر بفرح للآب الذي جعلكم أهلا للإشتراك في ميراث القدسين في ملكوت النور، هو الذي أنقذنا من سلطة الظلام و نقلنا إلى ملكوت إبن محبته"
الله قد حررك من سلطة الظلام. سلطة الظلام لم يعد لها سيادة عليك، لأن الله قد نقلك إلى ملكوت ابنه، و فيه لك الخلاص بدمه و مغفرة الخطايا.


8) خليقة جديدة.


رسالة كورنثوس الثانية 17:5 " فإنه إذا كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة: إن الأشياء القديمة قد زالت و ها كل شئ صار جديدا"
إذا كان الله قد جعل منك خليقة جديدة،( و قد فعلها لأن هذا ما يقوله الكتاب المقدس)، فإن كل الأشياء القديمة قد زالت و كل الأشياء صارت جديدة، نعم! كل الأشياء.
تأمل في طفل حديث الولادة، هل له ماضي؟ بالطبع لا، لأنه مولود جديد! هكذا أنت في عيني الله، مولود جديد، ليس لك ماض. إنسانك العتيق و خطاياك ألقيت في أعماق البحار، في بحر النسيان. ربما أنت تتذكرها لكن الله لا يتذكرها. لابأس أن تشهد عن عمل الله في حياتك و تغييره لك، لكن لا تعش في الماضي! فإن جعلك الله خليقة جديدة، فأنت لا تستطيع أن تكون خليقة جديدة سيئة، لأن كل ما يخلقه الله جديدا هو دائما حسن.


9) أعظم من منتصر


رسالة يوحنا الأولى4:4 " الروح القدس الساكن فيكم أقوى من الروح الشرير المنتشر في العالم.
الأصحاح الثامن من رسالة روما يعلمنا بأننا أولاد الله، ورثة مع المسيح، ورثة الله . روما 37:8 تقول أننا نحرز ما يفوق الإنتصار. سأكون حقا سعيد لو أخبرني الله أني منتصر، فماذا لو أعلمني أننيأعظم من منتصر.
تخيل معي هذا المشهد: كان هناك ملاكم ينتظر مقابلة مهمة و الفائز في هذه المقابلة سيفوز بمبلغ مالي كبير جدا. بدأ هذا الملاكم بالتدريبات قبل المقابلة بأشهر عديدة، لم يكن مهتما بشيء آخر ما عدا تلك المقابلة، و تفرغ بالكامل للتدريبات، كان يذهب لقاعة تدريب بعيدة عن كل شئ، كان منتظم في أكله، كان يقوم بتمارين شاقة و كان كل ما يقوم به هو تحضيرا لتلك المقابلة، لكي يكون يكون المنتصر عندما يدق جرس نهاية المباراة لهذا كان يتدرب و يتدرب و يتدرب.و أخيرا جاء اليوم الموعود، دخل الملاكم إلى الحلبة، و إبتدأت المعركة، و بدأ الصراع حتى دق جرس النهاية، وإنتهت المقابلة و رفعت يداه لأنه كان هو المنتصر و الفائز! ربما كان مجروحا و مرهقا، لكنه لا يزال هو المنتصر. ذهب إلى غرفة تغيير الملابس وسط تصفيق الجماهير، استحم و غير ملابسه، ثم ذهب إلى المكتب ليستلم الصك، ذاك الصك ذو المبلغ المالي الكبير المعد للفائز، لا شك في أنه هو المنتصر.ثم يستلم هذا المنتصر الشيك و يذهب به إلى البيت، تفتح له زوجته الباب و تستقبله بقبلات حارة، فيأخذ بيدها و يضع الشيك في يدها و يقول لها: إنه لك يا عزيزتي!
إنها أكثر من منتصرة! قام هو بالعمل كله، مر بكل تلك الصعاب، صعاب التدريب و صعاب المعركة، و خرج منتصرا، زوجته لم تقم بأي عمل من ذلك، لكنها أخذت الجائزة، فهي أكثر من منتصرة.نعم! هذا ما فعله المسيح للكنيسة، قام هو بالعمل كله، و أعطى عروسه، الكنيسة، أولئك الذين آمنوا بإسمه، تلك الجائزة.جاء إلى العالم كخادم، تاركا مسكنه، لم يكن يفكر في شئ، بل كان طيلة حياته يفكر فقط بتلك المعركة التي سينقذ بها من أحبهم، رغم أنه شاء لو كانت هناك طريقة أخرى، فقد تصبب دما و عرقا في بستان جثسيماني من هول ما كان ينتظره، بكى و طلب أن تعبر عنه تلك الكأس، خاف و إكتأب من لا يعرف الخوف، حتى طلب من الرسل أن يسهروا و يصلوا معه! لكن حتى الرسل تركوه و ناموا. لكن رغم ذلك دخل المعركة، و دامت ثلاث أيام و خرج منها منتصرا هذا العظيم، و أعطيت له كل سلطة و سيادة،  و مفاتيح الموت و القبر و الهاوية أصبحت في يديه، وقال: أعطيت لي كل القوة و السلطان على هذه الأرض و في السماء، أنت لم تفعل شئ رغم ذلك أريد أن أعطيك إسمي و قوتي، فإذهب و إمتلك الأرض  لأنك أعظم من منتصر.


 فإني، بالنعمة الموهوبة لي، أوصي كل واحد بينكم ألا يقدر نفسه تقديرا يفوق حقه، بل أن يكون متعقلا في تفكيره، بحسب مقدار الإيمان الذي قسمه الله لكل منكم. (روما 3:12).


إذا كيف تقدر نفسك الآن!قال الله أنك بار، معافى، مبارك، وارث مع المسيح، وارث لله، ابن لله، هيكل الله، خليقة جديدة في المسيح، ملك و كاهن، نور العالم و ملح الأرض، لك النصرة و أكثر من منتصر و كل الأشياء تحت قدميك.هكذا ينظر إليك الله، فلا تقدر نفسك تقديرا يفوق هذا، و إذا كنت تقدر نفسك أقل من هذا، أدعوك أن تتفق مع نظرة الله لك و تبدأ في النظر لنفسك بعيني الله و انظر لإخوتك و أخواتك بتلك النظرة أيضا.


صلاة:


أبي السماوي! شكرا لأنك إنتشلتني من عمق الخطايا،  شكرا لأنك أحببتني محبة أبدية عظيمة، أنا أؤمن يا رب بأنك أرسلت إبنك يسوع لهذا العالم حتى يموت من أجلي لتكون لي الحياة، بل ملئ الحياة ، فعلمني يا رب أن أحب الجميع كما أحببتهم أنت! و علمني أن أنظر لنفسي كما تراني أنت، و ليس كما يريدني الشيطان أن أكون، إفتح عيني على حقك حتى أتغير و أكون مشابها لصورة ابنك و أكون مسيحا آخر على الأرض حتى يراك الناس في، لأنك تعيش في داخلي.
روح الله، شكرا لأنك تعيش في داخلي، قدسني أكثر و أثمر في  ثمار تليق بابن لله، استخدمني بمواهبك، أرشدني كل يوم إلى حقك و إلى عمل الصلاح حتى أكون بركة لغيري. في إسم يسوع  المسيح أرفع لك صلاتي أيها الآب البار و أشكرك لأنك استجبت! آمين

Commentaires